قبل أسبوعين من وفاة “الماسيترو” موحا والحسين أشيبان، وتحديدا في تاريخ 2 فبراير الجاري، أطفأ الفنان شمعته الثالثة عشرة بعد المائة، قبل أن تنطفئ شمعة حياته إلى الأبد صباح فجر الجمعة.
اللقاءات الخاصة التي جمعته بالملك الحسن الثاني، والأميرة لالة مريم، وأيام مشاركته بكتيبة الجنود المغاربة، في الجيش الفرنسي ضد ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. .كل هذه التفاصيل وأخرى، حكاها ابنه الحسين، الذي تولى قيادة فرقة “أحيدوس”، بعد أن أصبح “المايسترو” عاجزا عن الحركة والكلام.
في بيته المتواضع بمنطقة آزرو أيت لحسن، قيادة تغسالين البعيدة بأربعين كيلومترا عن مدينة خنيفرة، وسط جبال الأطلس المتوسط، عاش موحا والحسين أشيبان، الذي حمل لقب “المايسترو” بعد أن أطلقه عليه الرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريغان، عام 1984، في وورلد ديزني في الولايات المتحدة الأمريكية، (عاش)، حياة أقل ما يُقال عنها إنها “مأساوية”، بالنظر إلى ما منحه موحا الفنان لبلده، في الداخل والخارج.
الوصول إلى بيت “النجم” لم يكن بالصعب، فالكُل يعرف مكان إقامته، بدءا من الأطفال وصولا إلى الشيوخ، قيدوم الفلكلور المغربي استطاع على امتداد الـ113 سنة، التي عاشها أن يبصم رقصته واسمه في قلوب المغاربة والأجانب على حد سواء.
الحسين، ابن الراحل “المايسترو”، الذي تولى “قيادة” رقصة أحيدوس، بعد أزيد من 41 سنة من الاشتغال إلى جانب والده، قال إن وصية والده الوحيدة بعد مرضه:”متغليش على الناس.. وما تقصحش معهم في ثمن”، مردفا بتحسر: “ملي كت مشي عند الناس، كي يديرو ما بغاو”.
وأسبوعين فقط قبل وفاته، ظل الألم يعتصر قلب “المايسترو”، لـ”النكران” و”التجاهل” اللذين طالاه.. حمل كل الألقاب: المقاوم، والفنان والمايسترو.. لكنه مات منزويا في “كوخ” بارد بعيدا عن الأنظار.. أهدى المغاربة والعالم الفرحة، ومات بقرحة النكران وفي فمه كلمة واحدة “الحمد لله”.